للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القيام به من جوفِ الليل، وقد كان - رحمه الله تعالى - لا يترك ورده من الليل صيفًا أو شتاء» (١).

وقد نهج الصحابة نهج رسول الله في معاهدة القرآن الكريم بتلاوة المحفوظ في صلاة الليل، كما ثبت «أنَّ أبا موسى كان بين مكة والمدينة، «فصلى العشاء ركعتين، ثم قام فصلى ركعة أوتر بها، فقرأ فيها بمائة آية من النساء»، ثم قال: ما ألَوت أن أضع قدمي حيث وضع رسول الله قدميه وأنا أقرأ بما قرأ به رسول الله » (٢)، وكان ابن عمر يقرأ البقرة في ركعة وكان بطيء القراءة (٣).

وقد سار السلف الصالح في معاهدة القرآن بهذا المنهج، حتى عُرِفَ بينهم، كما قال أبو عبد الله بن بشر القطان: «ما رأيت أحسن انتزاعًا لما أراد من آي القرآن من أبي سهل بن زياد وكان جارنا، وكان يديم صلاة الليل والتلاوة، فلكثرة درسِه صار القرآن كأنَّه بين عينيه» (٤).

تأمَّل هذا الوصف: «صار القرآن كأنه بين عينيه»، أيُّ قلب كان يحمل، وأي نور كان يرى به، رحمة الله علينا وعليه.

• التعاهد العام حضرًا وسفرًا:

ومن تعاهد النبي للقرآن الكريم قراءته على الدابة، كما جاء عن عبد الله بن مغفل، قال: «رأيت النبي يقرأ وهو على ناقته أو جمله، وهي


(١) أضواء البيان: (٨/ ٣٥٩).
(٢) رواه أحمد: (١٩٧٦٠)، والنسائي: (١٧٢٨).
(٣) رواه عبد الرزاق في مصنفه: (٣٣٠٠).
(٤) انظر: تاريخ الإسلام: (٢٥/ ٤٣٦)، وسير أعلام النبلاء، للذهبي: (١٥/ ٥٢١).

<<  <   >  >>