للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- فالختم بالحلم والمغفرة عقب تسابيح الأشياء غير ظاهر في بادى الرأي!

وذكر في حكمته: «أنَّه لما كانت الأشياء كلها تسبح ولا عصيان في حقها، وأنتم تعصون = ختم به مراعاة للمقدر في الآية وهو العصيان.

- وقيل التقدير: حليمًا عن تفريط المسبحين، غفورًا لذنوبهم.

- وقيل حليمًا عن المخاطبين الذين لا يفقهون التسبيح بإهمالهم النظر في الآيات والعبر ليعرفوا حقه بالتأمل فيما أودع في مخلوقاته مما يوجب تنزيهه»، [معترك الأقران في إعجاز القرآن: (١/ ٣٨)].

[سورة الكهف]

تأمَّل هذه الآية:

﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِئَايَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا﴾ [الكهف: ٥٧]، ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِئَايَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ﴾ [السجدة: ٢٢].

هذا الإنسان دلَّه الله على سبيل الخلاص، وفكاك رقبته من النار، فأعرض عنها، ونسي ذنوبه المهلكة فلم يتب ولم ينب، فهل تعلم أظلمَ منه؟!

أقبل على آيات الله، ولا تكن من الظالمين، وتب لربك قبل الموعد العظيم.

<<  <   >  >>