للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أبو إسحاق الحويني باكيًا: «فترةَ مُنعنا من ارتياد المساجد كانت فترة مباركة أن يعيد الإنسان قراءة القرآن مرة أخرى … لما أتيح لنا أن نخلو بكتاب ربنا وبسنة نبينا انكشف كثير من الغطاء .. كثير من الآيات كان الواحد يقرأها ولا يقف كثيرًا عند معانيها، تسنى لي أن أجلس وأن أفعل هذا .. فيا ليتني أعطيت القرآن عمري».

فينبغي على العاقل أن يبدأ رحلته مع القرآن، وأن يترقى في معايشة القرآن والانتفاع بنوره وهديه.

وكتقريب للأمر، فإن تحصيل صحبة القرآن الواردة في قول النبي : «إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت» (١)، وقوله: «يقال لصاحب القرآن يوم القيامة إذا دخل الجنة: اقرأ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه» (٢) = لها شرطان:

الأول: شرط علمي.

الثاني: شرط عملي.

وهذا تفصيل لتلك الشروط، وبداية الطريق لتحصيلها:

أولًا: الشرط العلمي

وهذا الشرط يحتوي على ثلاثة مستويات:

المستوى الأول: معرفة المهم من علوم القرآن.

ومما يعين على تحصيل هذا الشرط:


(١) رواه البخاري: (٥٠٣١)، ومسلم: (٧٨٩).
(٢) رواه أحمد: (١٠٠٨٧)، (١١٣٦٠).

<<  <   >  >>