للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن ذلك ما جاء عن جبير بن مطعم قَالَ: سمعت رسول الله : «قرأ في المغرب بالطور» (١).

وعن أبي سعيد الخدري قال: «كنا نحزر قيام رسول الله في الظهر والعصر فحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من الظهر قدر قراءة (الم تنزيل السجدة)، وحزرنا قيامه في الأخريين قدر النصف من ذلك، وحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من العصر على قدر قيامه في الأخريين من الظهر وفي الأُخرَيين من العصر على النصف من ذلك» (٢).

وعن أبي برزة: «كان النبي يصلي الصبح وأحدنا يعرف جليسه، ويقرأ فيها ما بين الستين إلى المائة» (٣). والأحاديث في هذا كثيرة.

• القيام بالكتاب:

قد أشار الله إلى أفضل طرق المعاهدة، والتي ينبغي لحافظ القرآن الاعتناء بها، وهي قيام الليل بالمحفوظ من القرآن، قال الله تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ [الإسراء: ٧٩]، وإنَّ الليل مظنة الحضور والفهم وصفاء النفس وتفريغ القلب من العلائق والشواغل (٤).


(١) رواه البخاري: (٧٦٥)، ومسلم: (٤٦٣).
(٢) رواه مسلم: (٤٥٢).
(٣) رواه البخاري: (٧٧١)، ومسلم: (٤٦١).
(٤) يقول الشيخ فريد الأنصاري: «إن لناشئة الليل قناديل أخرى تنبض بنور أخضر، نور يمده زيت الحذر من وعيد الله، وأريج المحبة لجمال الله .. فتبتهج الدوالي حزنًا وفرحًا، وتنشط الخفاف سيرًا إلى الله، قيامًا وسجودًا .. ذلك فصل فريد خارج فصول المدار، ومطلع خفي من غير المطالع الخمسة، له إشراق ربيعي، وأريج من كثبان الجنة، يملأ الحراب مسكًا وريحانًا ..
فارشف يا سالك … ! هذه كأس العارفين بالله، تفيض عليك بعلمه، فارشف ولا تك من الجاهلين!».

<<  <   >  >>