للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعدما نزلت هذه الآية ضعفي ما كان يعطيه» (١).

- وعن الزهري، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن ابن عباس ، قال: «قدم عيينة بن حصن بن حذيفة فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس، وكان من النفر الذين يدنيهم عمر، وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته، كهولًا كانوا أو شبانًا»، فقال عيينة لابن أخيه: يا ابن أخي، هل لك وجه عند هذا الأمير، فاستأذن لي عليه، قال: سأستأذن لك عليه، قال ابن عباس: «فاستأذن الحر لعيينة فأذن له عمر»، فلما دخل عليه قال: هي يا ابن الخطاب، فوالله ما تعطينا الجزل ولا تحكم بيننا بالعدل، فغضب عمر حتى هم أن يوقع به، فقال له الحر: يا أمير المؤمنين، إنَّ الله تعالى قال لنبيه : ﴿خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين﴾ [الأعراف: ١٩٩]، وإنَّ هذا من الجاهلين، «والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقَّافًا عند كتاب الله» (٢).

* وكانت لهم أحوال ومواجيد عند قراءة القرآن، والاستماع إليه:

- فعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله : «اقرأ علي» قال: قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل قال: «إني أشتهي أن أسمعه من غيري» قال:


(١) رواه البخاري: (٤٧٥٧)، ومسلم: (٢٧٧٠)، ولفظه: «قالت: فأنزل الله ﷿: ﴿إن الذين جاءوا بالإفك عصبة﴾ منكم عشر آيات فأنزل الله ﷿ هؤلاء الآيات براءتي، قالت: فقال أبو بكر وكان ينفق على مسطح لقرابته منه وفقره: والله لا أنفق عليه شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة فأنزل الله ﷿: ﴿ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى﴾ إلى قوله: ﴿ألا تحبون أن يغفر الله لكم﴾ [النور: ٢٢]، قال حبان بن موسى: قال عبد الله بن المبارك: هذه أرجى آية في كتاب الله، فقال أبو بكر: والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه، وقال: لا أنزعها منه أبدًا))، وانظر: الدر المنثور: (٦/ ١٦٣).
(٢) روه البخاري: (٤٦٤٢).

<<  <   >  >>