وهي من أهم مراحل التثوير، إذ مما ينبغي على القارئ فعله = أن يثير الأسئلة على نفسه ليحصل على فهم أعمق للكتاب المجيد، فإذا قرأ القارئ فاتحةَ الكتابِ بتدبُّرٍ يُثوِّرُ به النصَّ القرآنيَّ = فإنَّ من الممكنِ أن تثورَ في نفسِهِ الأسئلة التالية:
- ما فائدَةُ افتتاحِ أول كتابِ اللهِ ﷾ بالحمدِ المطلقِ للهِ في قولِهِ تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٢﴾ [الفاتحة: ٢]؟!
- ولماذا قدم الله ذكر الرحمة على ذكر ملكه ليوم الدين؟!
- ولم يدعو المرء بلفظ الجمع (اهدنا)؟!
- وما الصِّراط المستقيم، وما صفات أهله؟!
وهكذا .. فإن المقصودَ من ذلكَ أنَّ الإنسانَ حينما يبدأُ يسألُ هذه الأسئلةَ ويُسَجِّلُهَا = سيجدُ أنَّهُ خلالَ قراءَتِهِ للقرآنِ سنةً بعدَ سنةٍ يكونُ علمُه من الاستنباطاتِ والفوائدِ واللطائفِ والعمل الشيءَ الكثيرَ، وبعد ذلك ينتقل للمرحلة الثالثة، وهي: المدارسة، إما مع إخوانه، أو مع أهل العلم.