للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانيًا: إثارة الأسئلة على نفسه.

وهي من أهم مراحل التثوير، إذ مما ينبغي على القارئ فعله = أن يثير الأسئلة على نفسه ليحصل على فهم أعمق للكتاب المجيد، فإذا قرأ القارئ فاتحةَ الكتابِ بتدبُّرٍ يُثوِّرُ به النصَّ القرآنيَّ = فإنَّ من الممكنِ أن تثورَ في نفسِهِ الأسئلة التالية:

- ما فائدَةُ افتتاحِ أول كتابِ اللهِ بالحمدِ المطلقِ للهِ في قولِهِ تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٢﴾ [الفاتحة: ٢]؟!

- وما الآياتُ التي ورد فيها الحمدُ؟!

- وما مساقاتُ الحمدِ؟!

فالله سبحانه قالَ في مفتتح كتابه: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٢﴾ [الفاتحة: ٢]، وقالَ في موضعٍ آخرَ: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ١﴾ [الأنعام: ١]، وَفِي موضعٍ ثالثٍ: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ١﴾ [فاطر: ١] ..

- ولماذا قدم الله ذكر الرحمة على ذكر ملكه ليوم الدين؟!

- ولم يدعو المرء بلفظ الجمع (اهدنا)؟!

- وما الصِّراط المستقيم، وما صفات أهله؟!

وهكذا .. فإن المقصودَ من ذلكَ أنَّ الإنسانَ حينما يبدأُ يسألُ هذه الأسئلةَ ويُسَجِّلُهَا = سيجدُ أنَّهُ خلالَ قراءَتِهِ للقرآنِ سنةً بعدَ سنةٍ يكونُ علمُه من الاستنباطاتِ والفوائدِ واللطائفِ والعمل الشيءَ الكثيرَ، وبعد ذلك ينتقل للمرحلة الثالثة، وهي: المدارسة، إما مع إخوانه، أو مع أهل العلم.

<<  <   >  >>