من السور الفريدة، فريدة في خطابها، فهي تخاطب الإنسان من حيث كونه إنسانًا، وهذا المعنى من المعاني المتواطئة!
في هذه السورة بلاغ للجميع.
تبدأ السورة بما قبل الوجود، مرورًا بالنشأة، إلى الطريقين ﴿إما شاكرًا، وإما كفورًا﴾ [الإنسان: ٣].
ثم مضت السورة تحذر تحذيرًا مخيفًا جدًّا على وجازته.
مع تفصيل للعيش الرغيد، والنعيم المقيم.
ثم تذكر السورة طريق النعيم، بالاتصال بالكتاب، وبالحديث بأدوات العظمة: ﴿إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلًا﴾! [الإنسان: ٢٣].
وحينما يُذكر القرآن فلا بد من الصلاة: ﴿ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا﴾ [الإنسان: ٢٦].
كل هذا بين ترغيب وترهيب، ثم تختم السورة ببيان عاقبة الابتلاء الذي خلق الإنسان على أساسه ﴿يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما﴾ [الإنسان: ٣١].
في هذه السورة من الأسرار ما يُدهش الألباب، ووالله وبالله، هذه السورة نبراس لكيفية دعوة الناس، وطريق هدايتهم واستقامتهم، فالحمد لله الذي أنزل هذا الكتاب إلينا ليكون للعالمين نذيرًا.