وصف ربنا طبيعة السير إليه، فقال آمرًا: ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾ [الذاريات: ٥٠].
والفرار يتضمن «مباعدة بخفة مع استرسالٍ تكرارٍ أو دوام».
ومن شأن الفارِّ أن تصيبه الكبوة بعد الكبوة، لكنها لا تلفته عن مساره، بل يظل سائرًا يستمد من كبوته زادًا لطريقه الممتد حتى يلقى الله الذي لا ملجأ منه إلا إليه.
[سورة الحديد]
(١) طول العهد في البعد عن الوحي = سبب عظيم من أسباب قسوة القلب!!
وليس للإنسان إلا أن يتصالح مع الوحي، ويعالج نفسه للإقبال على الوحي قرآنًا وسنة لإذابة تلك القسوة، كل هذا مع دعاء للذي يحيي الأرض!
﴿اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [الحديد: ١٧]، أي: كما أن الله يحيي الأرض بعد موتها فهو الذي يحيي القلب بعد قسوته!!