وفي السورة الثلاثيات المفتتح بها الكتاب:(أهل الإيمان - أهل الكفر - أهل النفاق).
وفيها فضح للصنف الأخير، وبيان لطريق من طرق كشفهم.
﴿الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم﴾ [محمد: ١ - ٢].
(٢) من نعم الله على أهل الجنة، صلاح البال!
بل هو من أجزية الشهادة، «سيهديهم ويصلح بالهم، ويدخلهم الجنة عرفها لهم»[محمد: ٥ - ٦]، وقد قيل إن (عرفها لهم) أي: طيَّبها.
وقد حرر الإمام أبو محمد القاضي ابن عطية، أن صلاح البال يكون في القلب الذي هو موضع الفكر والنظر، المؤدي إلى صلاح الحال.
فاللهم أصلح بالنا، واجعلنا من أهل النعيم.
والحمد لله وحده على كل حال!
(٣) جاءت سورة (الفتح) بعد سورة (محمد)، وهي سورة (القتال)، وجاءت سورة (النصر) بعد سورة (الكافرون).
يأتي النصر بعد البراءة من الكفر وأهله، ومواجهتهم، وقد أمر الله نبيه فقال الله له: (﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ﴾ [التوبة: ٧٣].