للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المتقنين، أو معارضة ثانية بعد ختم القرآن حفظًا، وتزداد عدد مرات المعارضة بحسب حال الطالب، وأفضل أوقاتها في شهر رمضان تأسِّيًا بالنبي (١).

• قراءة الحزب:

(الحاء والزاء والباء) أصل واحد وهو تجميع الشيء، فمن ذلك الحزب الجماعة من الناس، والطائفة من كل شيء حزب، يقال: قرأ حزبه من القرآن، والحزب: الورد، وورد الرجل من القرآن والصلاة حزبه، والحزب: «ما يجعلُه الرجل على نفسه من قراءة وصلاةٍ كالورد» (٢).

والأصل في التحزيب ما ثبت عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال: كنت أصوم الدهر وأقرأ القرآن كل ليلة، قال: فإمَّا ذكرت للنبي ، وإما أرسل إلي فأتيته، فقال لي: «ألم أخبر أنك تصوم الدهر وتقرأ القرآن كل ليلة؟» فقلت: بلى، يا نبي الله، ولم أرد بذلك إلا الخير، قال: «فإنَّ بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام» قلت: يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك، قال «فإن لزوجك عليك حقًّا، ولزورك عليك حقًّا، ولجسدك عليك حقًّا» قال: «فصم صوم داود نبي الله ، فإنه كان أعبدَ الناس» قال قلت: يا نبي الله، وما صوم داود؟ قال: «كان يصوم يومًا ويفطر يومًا» قال: «واقرأ القرآن في كل شهر» قال قلت: يا نبي الله، إنِّي أطيق أفضل من ذلك، قال: «فاقرأه في كل عشرين» قال قلت: يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك، قال: «فاقرأه في كل عشر» قال قلت: يا نبي الله، إنِّي أطيق أفضل من ذلك، قال: «فاقرأه في كل سبع، ولا تزد على ذلك، فإن لزوجك عليك حقًّا، ولزورك عليك حقًّا، ولجسدك عليك حقًّا» قال:


(١) تلقي النبي ألفاظ القرآن الكريم، للمجيدي: (١٩٧).
(٢) انظر: مقاييس اللغة، لابن فارس: (٢/ ٥٥)، ولسان العرب، لابن منظور: (١/ ٣٠٨).

<<  <   >  >>