للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعارضه القرآن في كل سنة مرة أو مرتين، وإنَّه عارضه الآن مرتين، وإني لا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري؛ فإنه نعم السلف أنا لك» (١).

وعن فاطمة قالت: أسر إلي رسول الله : «إنَّ جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وإنَّه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضرَ أجلي، وإنَّك أول أهل بيتي لحاقًا بي» (٢).

وعن ابن عباس : «أن رسول الله كان يعرض القرآن في كل رمضان مرة إلا العام الذي قبض فيه؛ فإنه عرض عليه مرتين بحضرة عبد الله (أي: ابن مسعود) فشهد ما نسخ منه، وما بدل» (٣)، وعن مجاهد، عن ابن عباس قال: «أي القراءتين ترون كان آخر القراءة؟» قالوا: «قراءة زيد»، قال: «لا، إنَّ رسول الله كان يعرض القرآن كل سنة على جبريل فلما كانت السنة التي قبض فيها، عرضه عليه عرضتين، فكانت قراءة ابن مسعود آخرهن» (٤).

وعن سمرة بن جندب قال: «عرض القرآن على رسول الله عرضات، فيقولون: إنَّ قراءتنا هذه هي العرضة الأخيرة» (٥).

فهذه المعارضة نوع من أنواع التعاهد للكتاب المجيد، وفيها كان النبي يجدد العهد بالكتاب مع أمين الوحي ذي القوة جبريل .

وقد استُفِيدَ منه: أن يكون لحفظ القرآن معارضة سنوية للقراءة على المشايخ


(١) رواه الإمام أحمد: (٦/ ٢٨٢)، والبخاري: (٦٢٨٥)، ومسلم: (٢٤٥٠)، وابن ماجه: (١٦٢١).
(٢) رواه البخاري: (٣٦٢٤).
(٣) اللفظ لابن أبي شيبة: (٣٠٩١٩).
(٤) هذا لفظ الإمام أحمد: (١/ ٢٧٥)، وغيره، بإسناد لا بأس به.
(٥) رواه الروياني: (٨٢٥، ٨٣٤)، والبزار: (٤٥٦٤)، والحاكم: (٢/ ٢٣١).

<<  <   >  >>