للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال النووي: «يعمل ما أُمر به» (١).

وسئلت عائشة : يا أم المؤمنين أنبئيني عن خلق رسول الله ، قالت: «ألست تقرأ القرآن؟» قلت: بلى، قالت: «فإنَّ خلق نبي الله كان القرآن» (٢)، وفي لفظ: «كان خلقه القرآن، تقرؤون سورة المؤمنين؟ قالت: اقرأ: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ١﴾ [المؤمنون: ١]، قال: يزيد فقرأت ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ١﴾ [المؤمنون: ١] إلى ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ٥﴾ [المؤمنون: ٥]» (٣)، وفي لفظ: «كان خلقه القرآن، يرضى لرضاه ويسخط لسخطه» (٤).

قال ابن رجب: «تعني: أنَّه كان تأدَّب بآدابه، وتخلَّق بأخلاقه، فما مدحه القرآن، كان فيه رضاه، وما ذمه القرآنُ، كان فيه سخطه» (٥).

قال تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: ٤]، قال ابن القيم: «وهذه من أعظم آيات نبوَّتِهِ ورسالته، لمن مَنَحَهُ اللهُ فهمها .. فهذه كانت أخلاق رسول الله المقتبسة من مشكاة القرآن، فكان كلامه مطابقًا للقرآن؛ تفصيلًا له وتبيينًا، وعلومُهُ علوم القرآن، وإراداتُهُ وأعمالُهُ ما أوجبَهُ ونَدَبَ إليه القرآنُ، وإعراضُهُ وتَرْكُه لما مَنَعَ منه القرآنُ، ورَغْبَتُهُ فيما رغَّبَ فيه، وزُهْدُه فيما زهَّدَ فيه، وكراهته لما كَرِهَهُ، ومحبته لما أحبَّهُ، وسَعْيُهُ في تنفيذ أوامره، وتبليغِهِ، والجهادِ في إقامته.


(١) شرح مسلم: (٤/ ٢٠١).
(٢) رواه مسلم: (٧٤٦).
(٣) رواه البخاري في الأدب المفرد: (٣٠٨).
(٤) شعب الإيمان: (٣/ ٢٣).
(٥) جامع العلوم والحكم: (٤١٣).

<<  <   >  >>