للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

علي بن الفضيل (١)!

* القرآن هو كلام الله الذي أنزله على نبيه محمد ، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز.

إنَّ القرآن يستمد مجده، وعلو شأنه ورفعته، من عظمة وجلال من تكلم به، وهو الله .

ولا يليق بنا أن نبتعد عن مصدر الهدى والمجد كتاب الله ذي الذكر، فلا بد أن نتصالح مع القرآن.

إننا حين نعلن هذا التصالح، ونسير في الطريق إليه، فنحن حقًّا نسير في طريق إعادة التوازن والسكينة إلى الروح التي تسكن الأجساد!، وهذا أول طريق الإصلاح.

* وأول طريق التصالح مع القرآن أن تتحايل على نفسك بالإكثار من تلاوة القرآن، تلاوة لا كالتلاوات السابقة، تلاوة لا تنتظر فيها موعدًا، تلاوة لا تنشغل فيها بغير القرآن، إنَّ القرآن كتاب عزيز لا بد أن تعطيه أنفس ما تملك من أوقات، فأقبل عليه وإياك أن تبخل، ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه!

ولا بد أن تتخير أوقات التلاوة، وأجلها وقت اجتماع القلب!

* إنَّ لحزب الليل، وترتيل الكتاب في وقت اجتماع القلب = لقصة أخرى، إنَّ مما نعانيه من هذه المادية الطاغية قلب حقائق الكون، إنَّ الليل ليل،


(١) عن محمد بن بشر المكي قال: «كنا يومًا ماضين مع علي بن الفضيل فمررنا بمجلس بني الحارث المخزومي ومعلم يعلم الصبيان، قال: ويقرأ ﴿وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ٣١﴾ [النجم: ٣١] فشهق ابن فضيل شهقة خر مغشيًا عليه، فجاء الفضيل فقال: بأبي قتيل القرآن، ثم حمل»، انظر: شعب الإيمان، للبيهقي: (٢/ ٣٠٢).

<<  <   >  >>