للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حيث خاطب الناس كافة حثهم على اتقائه برؤية آلائه، لاشتراكهم كلهم في معرفتها وتصورهم إياها.

وحيث خاطب المؤمنين حثهم على اتقائه بلا واسطة»، تفسير الراغب الأصفهاني: (١/ ٥٤).

(٢) في قول الرب سبحانه: ﴿آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ [النساء: ١١] قاعدة عظيمة، وهي: أن الإنسان لا يدري من أين يأتيه النفع، فقد يأتيك ممن لم تظن أنَّه ينفعك!

والمقصود أن يجتهد الإنسان في نفع الناس، فلعلك تقدم معروفًا يبقى لك أجره في الدنيا والآخرة، وإن كثيرًا من الأئمة صاروا أئمة بسبب نصيحة أو تشجيع أو ثناء صادق من أشخاص قد لا نعرف أسمائهم!

(٣) ﴿أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله﴾ [النساء: ٥٤]؟!.

كثير من الحسد مرضٌ خفي، فتعوذوا بالله من شرور النفس، وسيئات العمل.

(٤) التعيير في الدنيا أهون من التعيير في الآخرة، والعاقل يرضى أن يعيَّر بالشيء لا تكون تبعته عليه في الآخرة.

قال رجل لابن عمر : «ما يمنعك أن لا تقاتل كما ذكر الله في كتابه فقال: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الحجرات: ٩].

قال: يا ابن أخي أعير بهذه الآية ولا أقاتل، أحب إلي من أن أعير بهذه الآية التي يقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ

<<  <   >  >>