للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[هود: ٤٦]، فالمتابعة تجعل التابع كأنه جزء من المتبوع وإن كان أجنبيًّا، كسلمان الفارسى لقوله : (سلمان منا أهل البيت)، و معلومٌ أن سلمان من أهل فارس، ولكن بالمتابعة صار من أهل البيت.

فكما أن المتابعة تُثبِتُ الاتصال .. كذلك عدمها يُثبِتُ الانفصال.

وقد جمع الله الخير كله في بيت، وجعل مفتاحه متابعة النبي .

فمن فتح له باب المتابعة، فذلك دليل على محبة الله تعالى له، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [آل عمران: ٣١].

فإذا طلبت الخير كله فقل: (اللهم إني أسألك المتابعة لرسولك في الأقوال والأفعال)»، ابن عطاء الله (ت: ٧٠٩)، في (تاج العروس): (٤٦ - ٤٧).

(٣) وفي القرآن، ذكر الله دعوة الخليل: ﴿رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء﴾ [إبراهيم: ٤٠].

وفي ذكر ولده الأول - إسماعيل -، قال الله في وصفه: ﴿وكان يأمر أهله بالصلاة﴾ [مريم: ٥٥].

وفي ذكره ولده الأخير، أمره الله قائلًا: ﴿وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها﴾ [طه: ١٣٢]، وقال هو - بأبي هو وأمي -: «وجعلت قرة عيني في الصلاة» (١)!

إلى الصلاة.


(١) رواه أحمد: (١٢٢٩٣).

<<  <   >  >>