ومما ينبغي الانتباه إليه في تعريف القرآن، أنَّه قد زيد فيه عبر التاريخ ما زيد، فلم يكن الصدر الأول بحاجة في تعريف القرآن بأنه غير مخلوق - مثلًا -، إذ لم يكن هذا الاعتقاد قد ظهر بعد، فلما ظهر زِيد في التعريف، ولا حرج فيه.
وهناك فروق متعددة بين القرآن وغيره من الكتب، ومنها:
١ - أن الله تعالى قد تكفل بحفظ القرآن بخلاف غيره من الكتب، قال تعالى في شأن القرآن: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: ٩]، أما غيره من الكتب فكما قال الله ﷾: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللّهِ﴾ [المائدة: ٤٤].
لذا فإن القرآن المجيد لا يتطرق إليه التحريف اللفظي، أما التحريف المعنوي (تحريف المعاني) فقد وقع.
٢ - تيسير حفظه وتلاوته، بخلاف غيره من الكتب السابقة.
كما قال سبحانه: ﴿بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِئَايَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ ٤٩﴾ [العنكبوت: ٤٩]، قال ابن كثير: «هذا القرآن آيات بينة واضحة في الدلالة على الحق، أمرًا ونهيًا وخبرًا، يحفظه العلماء، يسره الله عليهم حفظًا وتلاوةً وتفسيرًا، كما قال تعالى: ﴿ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر﴾ [القمر: ١٧]﴾ (١).