نعمة إيمانية - إن أكرمك الله بها - ولا كأي نعمة! فالحرص على نشر الخير والدعوة إليه؛ سِمَةٌ أساسيةٌ للمؤمن الصادق، مهما لقي في سبيل ذلك ما لقي من الحرج والعنت.
والآية التي هي الشِّعَارُ الجامِعُ لذلك كله من كتاب الله جل ثناؤه، هي ما سبقت الإشارة إليه من قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ﴾ [الأعراف: ١٧٠]. تَمْسِيكٌ بالكتاب أولا: وهو الأخذ بحقائقه الإيمانية بقوة، وإقامة للصلاة ثانيا: وهو إحسان أدائها والسير إلى الله عبر مواقيتها، ثم انطلاق إلى الإصلاح والدعوة إلى الخير.
ولا أفضل في تلك من خدمة كتاب الله تعالى عمومًا! ثم لا أفضل في هذه من خدمته بإقامة (مجالس القرآن)، والدعوة إلى بنائها وتكثيرها في الأمة، ونشرها بين الأُسَرِ والأقارب، وبين الأحباب والأصحاب، سواء في صورة (المجالس الأسرية)، أو في صورة (صالونات القرآن).
وأما (عهد الترك) فهو أيضًا يتلخص في ثلاثة التزامات، وهي تتحقق عند المؤمن بمعاهدة الله ﷻ على ترك الموبقات الثلاث - أعاذنا الله وإياكم منها! - والانقطاع عنها بتاتًا! فلا يصح سيرٌ إلى الله ولا يستقيم؛ ما دام العبد متلبسًا بها أو ببعضها، وما دام لم يتب منها توبة نصوحًا! وعهده فيها هو كما يلي:
- معاهدةُ اللهِ ﷻ على ترك المال الحرام، وعلى رأسه الربا بكل صوره، وكذلك كل كَسْبٍ حرام، وأكل أموال الناس بالباطل، من رشوة وغيرها.