للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - وقال تعالى: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (٦) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} [الحاقة: ٦ - ٧].

قال ابن كثير: (أي: بَقُوا أبدانًا بلا رُؤوس، وذلك أن الريح كانت تأتي الرجل منهم فتَقتلِعهُ وتَرْفَعُه في الهواء، ثم تَنْكِسهُ على أُمِّ رأسه فتَشدَخ دِماغَه، وتكسِر رأسه، وتُلقِيه، كأنهم أعجاز نخلٍ مُنْقَعِر. وقد كانوا تَحَصَّنُوا في الجبال والكُهوفِ والمغارات، وحَفَروا لهم في الأرض إلى أنصافِهم، فلم يُغن عنهم ذلك من أمر الله شيئًا).

وقوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}. أي: العزيز في انتقامه من أعدائه، الرحيم بإنجاء أوليائه وأتباع رسله.

١٤١ - ١٥٩. قوله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (١٤١) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (١٤٢) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٤٣) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٤٤) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٤٥) أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ (١٤٦) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (١٤٧) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (١٤٨) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (١٤٩) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٥٠) وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (١٥١) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (١٥٢) قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (١٥٣) مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (١٥٤) قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (١٥٥) وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥٦) فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (١٥٧) فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٥٨) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٥٩)}.

في هذه الآيات: ذِكْرُ قصة ثمود الذين كانوا عَرَبًا يسكنون مدينة الحِجْر، التي بين وادي القرى وبلاد الشام، وتحذيرُ صالح - عليه الصلاة والسلام - لهم مغبة الاستمرار على الشوك بالله والإفساد في الأرض وَعَقْر الناقة التي جعلها الله اختبارًا لهم، فكذبوه وعقروها فأصبحوا نادمين، وأخذهم العذاب ليكونوا آية لمن بعدهم وقد سبق في علم الله أن أكثرهم لا يؤمنون.

<<  <  ج: ص:  >  >>