للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفاحشة المقيتة أن ينجيه الله من عذاب عملهم، فأنجاه الله تعالى وأهله الذين تابعوه على الإيمان. إلا امرأته كانت عجوز سوء. قال قتادة: (غبرت في عذاب الله عز وجل أي بقيت). قال ابن كثير: (بقيت فَهَلَكَتْ مع من بَقِيَ من قومها).

وقال ابن جرير: (فإنها أهلكت من بين أهل لوط، لأنها كانت تدل قومها على الأضياف). قلت: والله تعالى أعلم.

وقوله تعالى: {ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (١٧٢) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ}.

أي: أهلكناهم بالخسف والحصب. قال مقاتل: (خسف الله بقوم لوط وأرسل الحجارة على من كان خارجًا من القرية).

قال القرطبي: ({وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا} يعني الحجارة {فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ}. وقيل: إن جبريل خسف بقريتهم وجعل عاليها سافلها، ثم أتبعها الله بالحجارة).

وقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧٤) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.

أي: إن في تدمير قرية قوم لوط على رؤوس أهلها لعبرة لمن سيأتي بعدهم، وما كان أكثرهم في سابق علم الله مؤمنين. وإن ربك لهو العزيز في انتقامه من الطغاة والعتاة والمجرمين، الرحيم في إنجاء أوليائه الصالحين.

١٧٦ - ١٩١. قوله تعالى: {كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (١٧٦) إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (١٧٧) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٧٨) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٧٩) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٨٠) أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (١٨١) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (١٨٢) وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (١٨٣) وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (١٨٤) قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (١٨٥) وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (١٨٦) فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (١٨٧) قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (١٨٨) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٨٩) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٩٠) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٩١)}.

في هذه الآيات: تكذيبُ أهل مدين نبيّهم شعيبًا - عليه الصلاة والسلام -، الذي

<<  <  ج: ص:  >  >>