للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله تعالى: {لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ}.

قال النسفي: (المراد معاينة العذاب عند الموت ويكون ذلك إيمان يأس فلا ينفعهم).

وقال ابن جرير: (فعلنا ذلك بهم لئلا يصدقوا بهذا القرآن، حتى يروا العذاب الأليم في عاجل الدنيا، كما رأت ذلك الأمم الذين قصّ الله قصصهم في هذه السورة).

وقوله تعالى: {فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}.

أي: فيأتيهم العذاب الأليم فجأة وهم لا يعلمون اقترابه، وإنما يبغتهم بغتة فإذا هم في العذاب المهين المذل.

٢٠٣ - ٢٠٩. قوله تعالى: {فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (٢٠٣) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (٢٠٤) أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (٢٠٥) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (٢٠٦) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (٢٠٧) وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (٢٠٨) ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ}.

في هذه الآيات: سؤالُ المشركين حين نزول العذاب بهم النظرة والإمهال دون جدوى، وتوبيخٌ لهم وإنكار عليهم الاستهزاء بقدوم العذاب، وسنة الله إنذار أهل القرى قبل حلول العذاب، فما الله بظلام للعبيد.

فقوله تعالى: {فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ}.

قال النسفي: (يسألون النظِرة والإمهال طرفة عين فلا يجابون إليها).

وقال ابن كثير: (أي: يَتَمَنَّون حين يُشاهدون العذاب أن لو أنظِروا قليلًا ليعملوا في زعمهم بطاعة الله، كما قال الله تعالى: {وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ} [إبراهيم: ٤٤]، فكل ظالم وفاجر وكافر إذا شاهد عقوبته نَدِم نَدَمًا شديدًا).

وقوله تعالى: {أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ} - توبيخ لهم، وإنكار عليهم الاستهزاء بقدوم العذاب، وقولهم تنطّعًا وغرورًا: {فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأنفال: ٣٢]. وكقولهم: {ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ} [العنكبوت: ٢٩].

<<  <  ج: ص:  >  >>