وقوله:{وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ}. قال ابن جرير:(يقول: وفرق في الأرض من كل أنواع الدواب). والمقصود: خلق فيها سبحانه من كل أصناف الحيوانات ففرقها في أرجائها.
وقوله:{وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ}. قال قتادة:(أي حسن). وقال الشعبي:(والناس أيضًا من نباتِ الأرض، فمن دخل الجنة فهو كريم، ومن دخل النار فهو لئيم).
والمقصود: تقرير من الله تعالى أنه الرازق بعد تقريره جل ذكره أنه الخالق، فقد أنزل من السماء الماء المبارك، فأخرج به من كل زوج من النبات كريم: أي حسن النبتة والمنظر.
تقريع بالمشركين العابدين مع الله غيره، مما لا يملك أن يخلق أو يرزق.
قال قتادة:({هَذَا خَلْقُ اللَّهِ} ما ذكر من خلق السماوات والأرض، وما بثّ من الدواب، وما أنبت من كل زوج كريم، فأروني ماذا خلق الذين من دونه الأصنام الذين تدعون من دونه).
وقوله:{بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}.
أي: بل المشركون في عبادتهم قد ذهبوا عن سبيل الحق وضلوا سواء السبيل، ودخلوا في متاهات الجهل والعمى الواضح الذي لا خفاء به.