للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ}. قال ابن جرير: (يقول: وفرق في الأرض من كل أنواع الدواب). والمقصود: خلق فيها سبحانه من كل أصناف الحيوانات ففرقها في أرجائها.

وقوله: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ}. قال قتادة: (أي حسن). وقال الشعبي: (والناس أيضًا من نباتِ الأرض، فمن دخل الجنة فهو كريم، ومن دخل النار فهو لئيم).

والمقصود: تقرير من الله تعالى أنه الرازق بعد تقريره جل ذكره أنه الخالق، فقد أنزل من السماء الماء المبارك، فأخرج به من كل زوج من النبات كريم: أي حسن النبتة والمنظر.

وقوله: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ}.

تقريع بالمشركين العابدين مع الله غيره، مما لا يملك أن يخلق أو يرزق.

قال قتادة: ({هَذَا خَلْقُ اللَّهِ} ما ذكر من خلق السماوات والأرض، وما بثّ من الدواب، وما أنبت من كل زوج كريم، فأروني ماذا خلق الذين من دونه الأصنام الذين تدعون من دونه).

وقوله: {بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}.

أي: بل المشركون في عبادتهم قد ذهبوا عن سبيل الحق وضلوا سواء السبيل، ودخلوا في متاهات الجهل والعمى الواضح الذي لا خفاء به.

١٢ - ١٩. قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (١٢) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (١٣) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (١٤) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٥) يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ

<<  <  ج: ص:  >  >>