للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أقبل الحامد مخبراً بأثر ذكره الحمد المستقر له منه ومن غيره، أنه وغيره يعبده ويخضع له. وكذلك أتى بالنون التي تكون له ولغيره، فكما أن الحمد يستغرق الحامدين، كذلك العبادة تستغرق المتكلم وغيره. ونظير هذا أنك تذكر شخصاً متصفاً بأوصاف جليلة، مخبراً عنه إخبار الغائب، ويكون ذلك الشخص حاضراً معك، فتقول له: إياك أقصد، فيكون في هذا الخطاب من التلطف على بلوغ المقصود ما لا يكون في لفظ إياه، ولأنه ذكر ذلك توطئة للدعاء في قوله «اهدنا».) (١)

وقد أشار إلى هذه الفائدة البلاغية كثير من المفسرين غير أبي حيان كالزمخشري، والسمين الحلبي (٢)، والنيسابوري (٣)، وأبو السعود، والشوكاني، والألوسي، وغيرهم. (٤)


(١) البحر المحيط في التفسير (١/ ٤٢).
(٢) هو أحمد بن يوسف بن عبدالدائم الحلبي، شهاب الدين المقريء النحوي، برع في النحو ولازم أبا حيان، وكان فقيهاً بارعاً في القراءات ويتكلم في الأصول، له تفسير القرآن (الدر المصون)، وجمع كتاباً في أحكام القرآن، وشرح (التسهيل) و (الشاطبية)، توفي سنة ٧٥٦ هـ. ينظر: الدرر الكامنة (١/ ٣٣٩)، وطبقات المفسرين للأدنه وي ص ٢٨٧.
(٣) هو نظام الدين، الحسن بن محمد بن الحسين القمي النيسابوري، ويقال له الأعرج، أصله من بلدة (قم) ومنشأه وسكنه في نيسابور، مفسر، له اشتغال بالحكمة والرياضيات، له مؤلفات منها: غرائب القرآن ورغائب الفرقان، ولباب التأويل، توفي عام ٨٥٠ هـ. ينظر: الأعلام (٢/ ٢١٦)، ومعجم المؤلفين (٣/ ٢٩١).
(٤) ينظر: الكشاف (١/ ١٣ - ١٤)، والدر المصون في علوم الكتاب المكنون (١/ ٥٧)، وغرائب القرآن ورغائب الفرقان (١/ ٨٥)، وإرشاد العقل السليم (١/ ١٦)، وفتح القدير (١/ ٢٧)، وروح المعاني (١/ ٩١).

<<  <   >  >>