للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك، بل شاء سبحانه إمهال المنافقين ليتمادوا في غيّهم وفسادهم ليكون عذابهم أشدّ، وفيه تحذير لهم وتخويف بالعقوبة، ليحذروا، فيرتدعوا عن بعض شرهم ونفاقهم (١)، ولو أراد الله إذهاب قواهم أذهبها من غير سبب، فلا يغنيهم الاحتراز والخوف (٢)، وعلى هذا ففي الآية إشارة، وتنبيه على أنّ تأثير الأسباب في مسبِّباتها مشروط بمشيئة الله تعالى، وأنّ وجودها مرتبط بأسبابها واقع بقدرته تعالى، فإن الرعد والبرق سببان لذهاب السمع والبصر، لكن تأثير الأسباب كلها في الحقيقة بمشية الله تعالى.

وممن استنبط هذه الدلالة من الآية: البيضاوي، والمظهري (٣)، ومحمد رشيد رضا (٤)، وطنطاوي (٥) وغيرهم. (٦)


(١) ينظر: تيسير الكريم الرحمن (١/ ٤٤)
(٢) ينظر: حاشيه الشهاب على تفسير البيضاوي (١/ ٤٠٨)
(٣) هو محمد ثناء الله الهندي الفاني فتي، النقشبندى، الحنفي، العثماني، المظهري، من تلامذة الشاه ولي الله الدهلوي، كان الشاه عبد العزيز يسميه «بيهقي العصر»، وألف كتبا كثيرة في التفسير والفقه وغيرها منها «تفسير المظهري»، و «ما لا بد منه» في الفقه، و «منار الأحكام»، توفي ١٢٢٥ هـ. ينظر: معجم المؤلفين (٩/ ١٤٤)
(٤) هو محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بَهاء الدين بن ملا علي خليفة القلموني، البغدادي الأصل، الحسيني النسب: صاحب مجلة (المنار) وأحد رجال الإصلاح الإسلامي. من الكتّاب، العلماء بالحديث والأدب والتاريخ والتفسير. توفي سنة ١٣٥٤ هـ ينظر: الأعلام (٦/ ١٢٦)
(٥) هو طنطاوي بن جوهري المصري: فاضل، له اشتغال بالتفسير والعلوم الحديثة. وتعلم في الأزهر مدة، ثم في المدرسة الحكومية. ودرّس في بعض المدارس الابتدائية، ثم في مدرسة دار العلوم. وألقى محاضرات في الجامعة المصرية. وناصر الحركة الوطنية، فوضع كتابا في (نهضة الأمة وحياتها) وانقطع للتأليف، فصنف كتباً أشهرها (الجواهر في تفسير القرآن الكريم) و (جواهر العلوم)، توفي سنة ١٣٥٨ هـ. ينظر: الأعلام (٣/ ٢٣٠)
(٦) ينظر: أنوار التنزيل (١/ ٥٣)، والتفسير المظهري (١/ ٣١)، وتفسير المنار (١/ ١٥٠)، والتفسير الوسيط لطنطاوي (١/ ٦٨)

<<  <   >  >>