للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك السؤال ويسمعوا ذلك الجواب. الوجه الثاني: أنه تعالى علَّم عباده المشاورة). (١)

ودلالة هذه الآية على تعليم المشاورة هي دلالة قريبة محتملة لكنها ليست بالظاهرة، وقد يكون ذلك على سبيل الإخبار والإعلام للملائكة دون انتظار جوابٍ منهم، ولله تعالى في خطابه وجميعِ أمره من الحكم ما لا يعلمها إلا هو، وهو تعالى أجلّ وأعلم.

الفائدة الثانية:

تعظيم شأن آدم عليه السلام، وبيان فضله، وحكمةإيجاده.

وجه الاستنباط:

أن الله تعالى بشَّر بوجوده، ولقَّبه بالخليفة قبل خلقه.

الدراسة:

استنبط الخطيب من الآية دلالتها باللازم على عظم شأن آدم عليه السلام، وإظهار فضله؛ لأن الله تعالى بشَّر بوجوده ملائكته، ونوَّه بذكره في الملأ الأعلى قبل إيجاده، ولقَّبه بالخليفة، وهو المراد بالخليفة هنا في قول جمهور المفسرين. (٢)

والله تعالى خلق ما خلق ولم يقل في شيء منها ما قال في حق آدم - عليه السلام - فظاهر هذا الخطاب تنبيهٌ لشرف آدم وفضله؛ حيث خلق تعالى الجنان وما فيها، والعرش بما هو عليه من انتظام الأجزاء وكمال الصورة، ولم يقل


(١) التفسير الكبير (٢/ ٣٨٩)
(٢) ينظر: جامع البيان للطبري (١/ ٤٥٢)، وأضواء البيان للشنقيطي (١/ ٢٠).

<<  <   >  >>