للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذه الآيات جمع فيها الخطيب أكثر من دلالة:

الدلالة الأولى:

مزية العلم وفضله على العبادة.

وجه الاستنباط:

أن الملائكة كانت أكثر عبادة من آدم - عليه السلام - ومع ذلك لم تستحق الخلافة.

الدراسة:

استنبط الخطيب من الآية دلالتها باللازم على شرف العلم وفضله على العبادة؛ لأن الملائكة كانت أكثر عبادة من آدم - عليه السلام - ومع ذلك لم تستحق الخلافة كما استحقها آدم، فالذي ظهرت به المزيَّة والفضيلة لآدم هو العلم، فلما أراد الله تعالى إظهار فضله لم يُظهره إلا بالعلم، ولو كان شيء أفضل من العلم لكان إظهار فضله بذلك الشيء لا بالعلم. (١)

قال تعالى لآدم: {أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ} فأمره أن يُعلمهم بأسمائهم بعد أن عرضهم على الملائكة، ليعلموا أنه أعلم منهم بما سألهم عنه، وذلك تنبيه على فضله وعلو شأنه، حيث قدَّمه عليهم، وخصَّه بالعلم، وأمرهم بالسجود له، لأجل فضلية العلم، فدلَّ على فضل العلم وأهله.


(١) ينظر: الإكليل في استنباط التنزيل للسيوطي (١/ ٢٨)

<<  <   >  >>