للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وممن استنبط هذه الدلالة من الآية: أبو بكر الجصاص (١)، والقرطبي، والبيضاوي، وحقي، والسيوطي، وأبو السعود، والسعدي، وابن عاشور، وغيرهم. (٢)

ويشهد لصحة هذه الدلالة قوله صلى الله عليه وسلم: «فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر». (٣)

وقوله عليه الصلاة والسلام: «فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم» (٤)

وهذه الدلالة من الآية حسنة ظاهرة، وقد اتفق العلماء على أن الاشتغال بالعلم أفضل من الاشتغال بنوافل الصوم، والصلاة، والتسبيح، ونحو ذلك من نوافل العبادات كما أفاده النووي وغيره، قال: ( .. ومن دلائله أن نفع العلم يعم صاحبه والمسلمين، والنوافل مختصة به، ولأن العلم مُصحح فغيره من العبادات


(١) هو: أحمد بن علي الرازي، أبو بكر الحنفي الجصاص، الفقيه الزاهد، إمام أصحاب أبي حنيفة في وقته، له من المصنفات: (أحكام القرآن) في التفسير، و (شرح مختصر الطحاوي)، وله كتاب مفيد في أصول الفقه وغيرها، توفي سنة ٣٧٠ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء (١٦/ ٣٤٠)، وطبقات المفسرين للداودي ص ٤٤، وطبقات المفسرين للأدنه وي ص ٨٤.
(٢) ينظر: أحكام القرآن للجصاص (١/ ٣٧)، والجامع لأحكام القرآن (١/ ٢٨٨)، وأنوار التنزيل (١/ ٧٠)، وروح البيان (١/ ١٠٢)، والإكليل في استنباط التنزيل (١/ ٢٨)، وإرشاد العقل السليم (١/ ٨٦)، وتيسير الكريم الرحمن (١/ ٤٩)، والتحرير والتنوير (١/ ٤١٩).
(٣) أخرجه ابن حبان في صحيحه برقم (٨٨)، (١/ ٢٨٩)، والهيثمي في الزواجر (١/ ٦٩)، وقال: في هذا الحديث اختلاف كبير والجمهور على قبوله، وابن حجر في تخريج مشكاة المصابيح (١/ ١٥١)، وقال: حديث حسن. وحسَّنه الألباني في: «التعليق الرغيب» (١/ ٥٣).
(٤) أخرجه الترمذي في كتاب: العلم، باب: ما جاء في فضل الفقه على العبادة، برقم (٢٦٨٥). وقال: حديث حسن. وصححه الألباني عن أبي أمامة في صحيح الجامع الصغير وزيادته (٢/ ٧٣٦).

<<  <   >  >>