للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدلالة الثانية:

أنّ اللغات توقيفية.

وجه الاستنباط:

أنه تعالى أخبر أنه علَّم آدم الأسماء باللام المستغرقة، وأكَّدها بلفظ «كل» وذلك يقتضي أنه وقَفَه عليها، ثم توارثت ذلك ذريته من بعده بالتلقِّي عنه، فلم يحتاجوا إلى اصطلاح آخر. (١)

الدراسة:

استنبط الخطيب من الآية دلالتها باللازم على أن اللغات توقيفية، وضعها الله بالوحي وعلَّمها آدم عليه السلام؛ لأنه تعالى قال: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} والأسماء تدل على الألفاظ بخصوص أو عموم، وتعليمها ظاهر في إلقائها على المتعلم مبيناً له معانيها كما هو ظاهر الآية، وذلك يستدعي سابقة وضع، والأصل ينفي أن يكون ذلك الوضع ممن كان قبل آدم من الملائكة والجنّ فيكون من الله تعالى. (٢)

قال ابن خويز منداد (٣): (في هذه الآية دليل على أن اللغة مأخوذة توقيفاً، وأن الله تعالى علمها آدم عليه السلام جملة وتفصيلاً.) (٤)


(١) ينظر: شرح مختصر الروضة للطوفي (١/ ٤٧٤).
(٢) ينظر: أنوار التنزيل للبيضاوي (١/ ٧٠)، والسراج المنير للخطيب (١/ ٤٧)
(٣) هو محمد بن علي بن إسحاق بن خويز منداد، الفقيه المالكي البصري يكنى أبا عبد الله، صنف كتبا كثيرة منها كتابه الكبير في الخلاف، وكتاب في أصول الفقه، وكتاب في أحكام القرآن، وعنده شواذ عن مالك، توفي في أواخر المائة الرابعة للهجرة. ينظر: لسان الميزان لابن حجر (٥/ ٢٩١)
(٤) ينظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١/ ٢٨٢).

<<  <   >  >>