للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قدمناه- والناس متفقون على أن القدرة عليها إلهام من الله، وذلك تعليم منه سواء لقَّن آدم لغة واحدة أو جميع لغات البشر، وأسماء كل شيء، أو ألهمه ذلك أو خلق له القوة الناطقة) (١).

والظاهر خلاف قوله، وأنها تدل على توقيف اللغات – كما سيأتي بيانه –

وحاصل الخلاف في هذه المسألة (٢) على أقوال:

الأول: أن اللغات توقيفية والواضع لها هو الله سبحانه. (٣)

والثاني: أنها اصطلاحية من وضع البشر. (٤)

والثالث: أن ابتداء اللغة وقع بالتعليم من الله سبحانه، والباقي بالاصطلاح.

والرابع: أن ابتداء اللغة وقع بالاصطلاح والباقي توقيف. (٥)


(١) التحرير والتنوير (١/ ٤١١).
(٢) ينظر: الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم (١/ ٢٩)، والإحكام للآمدي (١/ ٧٥)، وغاية الوصول في شرح لب الأصول للسنيكي (١/ ٣٢)، وحاشية العطار على شرح الجلال المحلي على جمع الجوامع (١/ ٣٥٢)، وإرشاد الفحول للشوكاني (١/ ٤٥)، والمهذب في علم أصول الفقه المقارن للدكتور عبدالكريم النملة (٣/ ١٠٣٩)
(٣) هذا ماعليه أبو الحسن الأشعري، وأتباعه، وابن فورك. ينظر: الإحكام للآمدي (١/ ٧٤)، والبحر المحيط في أصول الفقه للزركشي (٢/ ٢٣٩)
(٤) وإليه ذهب أبو هاشم الجبائي ومن تابعه من المعتزلة. ينظر: المرجع السابق، ورفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب للسبكي (١/ ٤٤٠).
(٥) به قال أبو إسحاق الإسفرائيني. ينظر: المرجع السابق، وحاشية العطار على جمع الجوامع (١/ ٣٥٢).

<<  <   >  >>