للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولذلك تجد أن أشياء تحدث ليس لها أسماء من قبل، ثم يحدث الناس لها أسماء؛ إما من التجارب، أو غير ذلك من الأشياء). (١)

وقال ابن كثير: (والصحيح أنه علَّمه أسماء الأشياء كلها: ذواتها وأفعالها؛ كما قال ابن عباس). (٢)

ويردُّ قول من قال: علَّمه بعضها، أو اصطلاحًا سابقًا، أو علَّمه حقيقه الشيء وصفته: بأن الأصل اتحاد العلم، وعدم اصطلاح سابق، وأنَّه تعالى علَّمه حقيقة اللفظ، وقد أكده بقوله: «كلها». (٣)

وبهذا يظهر صحة هذا الاستنباط، والله تعالى أعلم. (٤)

الدلالة الثالثة:

أفضلية آدم - عليه السلام – على الملائكة

وجه الاستنباط:

أنه تعالى فضَّله عليهم بالعلم، وأسجدهم له، وأمرهم بأن يتعلموا منه.


(١) تفسير العثيمين: سورة البقرة (١/ ١٢٠)
(٢) تقدم تخريجه، ينظر: تفسير القرآن العظيم (١/ ٢٢٣)
(٣) ينظر: شرح الكوكب المنير لابن النجار (١/ ٢٨٥)، ومذكرة في أصول الفقه للشنقيطي (١/ ٢٠٦).
(٤) قال ابن حزم: (أكثر الناس في هذا والصحيح من ذلك أصل الكلام توقيف من الله عز وجل بحجة سمع وبرهان ضروري فأما السمع فقول الله عز وجل {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} وأما الضروري بالبرهان فهو أن الكلام لو كان اصطلاحا لما جاز أن يصطلح عليه إلا قوم قد كملت أذهانهم وتدربت عقولهم وتمت علومهم ووقفوا على الأشياء كلها الموجودة في العالم وعرفوا حدودها واتفاقها واختلافها وطبائعها، وبالضرورة نعلم أن بين أول وجود الإنسان وبين بلوغه هذه الصفة سنين كثيرة جدا يقتضي في ذلك تربية وحياطة وكفالة من غيره إذ المرء لا يقوم بنفسه إلا بعد سنين من ولادته .. ). الإحكام في أصول الأحكام (١/ ٢٩).

<<  <   >  >>