للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: ٢٧]

قال الخطيب الشربيني - رحمه الله -: (فإن قيل: كيف كان قول هابيل إنما يتقبل الله من المتقين جواباً لقوله لأقتلنك؟ أجيب: بأنه لما كان الحسد لأخيه على تقبل قربانه هو الذي حمله على توعده بالقتل قال له: إنما أوتيت من قبل نفسك، لانسلاخها من لباس التقوى لا من قِبلي، فلِم تقتلني؟ ومالك لا تعاقب نفسك ولا تحملها على تقوى الله تعالى التي هي السبب في القبول، فأجابه بكلام حليم مختصر جامع لمعانٍ، وفيه إشارة إلى أنّ الحاسد ينبغي أن يرى حرمانه من تقصيره، ويجتهد في تحصيل ما صار به المحسود محظوظاً لا في إزالة حظ المحسود، فإنّ ذلك مما يضرّه ولا ينفعه، وأنّ الطاعة لا تُقبل إلا من مؤمن متَّقٍ). (١)

هذه الآية فيها دلالتان:

الدلالة الأولى:

حرمان الحاسد من تقصيره، والأجدر به تحصيل ما ينفعه لا ما يضره.

وجه الاستنباط:

قول هابيل في جوابه لأخيه {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} موعظة وتعريض بأثر حسده عليه.

الدراسة:


(١) السراج المنير (١/ ٤٢٥).

<<  <   >  >>