(٢) التسهيل لعلوم التنزيل (١/ ٢٢٨) (٣) مجموع الفتاوى (١٠/ ٣٢١) بتصرف يسير، وقال - رحمه الله – في موضع آخر: وقد احتجت الخوارج والمعتزلة بقوله تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} قالوا: فصاحب الكبيرة ليس من المتقين، فلا يتقبل الله منه عملاً فلا يكون له حسنة، وأعظم الحسنات الإيمان فلا يكون معه إيمان فيستحق الخلود في النار. وقد أجابتهم المرجئة: بأن المراد بالمتقين من يتقي الكفر، فقالوا لهم: اسم المتقين في القرآن يتناول المستحقين للثواب كقوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} [القمر: ٥٤ - ٥٥]، وأيضاً فابنا آدم حين قرّبا قرباناً لم يكن المقرِب المردود قربانه حينئذ كافراً وإنما كفر بعد ذلك؛ إذ لو كان كافراً لم يتقرب، وأيضاً فما زال السلف يخافون من هذه الآية، ولو أريد بها من يتقي الكفر لم يخافوا، وأيضاً فإطلاق لفظ المتقين والمراد به من ليس بكافر لا أصل له في خطاب الشارع فلا يجوز حمله عليه، والجواب الصحيح: أن المراد من اتقى الله في ذلك العمل بأن يكون عملا صالحاً خالصاً لوجه الله تعالى وأن يكون موافقاً للسنة). مجموع الفتاوى (٧/ ٤٩٤) و (١١/ ٦٦٢)، وينظر: عدة الصابرين لابن القيم ص ٨٨.