للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال السفاريني (١) في بيان وجه ذلك: (فإن قيل: إذا كان الإيمان المطلق يتناول جميع ما أمر الله به ورسوله، فمتى ذهب بعض ذلك بطل الإيمان، فيلزم تكفير أهل الذنوب كما تقوله الخوارج، أو تخليدهم في النار وسلبهم اسم الإيمان بالكلية كما تقوله المعتزلة، وكل هذين القولين شر من قول المرجئة، فإن من المرجئة جماعة من العباد والعلماء المذكورين عند الأمة بخير، وأما الخوارج والمعتزلة فأهل السنة والجماعة من جميع الطوائف مُطبقون على ذمهم). (٢)

وقال الذهبي (٣): (العمل الذي يمحو الله به الخطايا هو المتقبل، والله يقول {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} والناس لهم في الآية ثلاثة أقوال: فالخوارج والمعتزلة


(١) هو محمد بن أحمد بن سالم السفاريني، أبو العون، عالم بالحديث والأصول والأدب، ولد في سفارين من قرى نابلس، ورحل إلى دمشق، وأخذ عن علمائها، من كتبه: لوامع الأنوار البهية، كشف اللثام في شرح عمدة الأحكام، توفي رحمه االله سنة ١١٨٨ هـ في مدينة نابلس. ينظر: معجم المؤلفين (٨/ ٢٦٢)
(٢) لوامع الأنوار البهية (١/ ٤١٠).
(٣) محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز، الإمام العلامة الحافظ شمس الدين أبو عبد الله الذهبي، مؤرخ الإسلام، حافظ لا يجارى، أتقن الحديث ورجاله، وعرف تراجم الناس، جمع الكثير، ونفع الجم الغفير، وأكثر من التصنيف، توفي سنة ٦٦١ هـ. ينظر: الوافي بالوفيات (٢/ ١١٤)، وطبقات الشافعية للسبكي (٩/ ١٠٠).

<<  <   >  >>