للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صاحبه من التجرؤ على الزنا وشرب الخمر والسرقة ونحوها من الفواحش هو الإيمان الكامل، والإيمان الذي لا يمنع من ذلك هو الناقص.

وقد تواترت الأحاديث بخروج من في قلبه حبة خردل من إيمان (١). والأحكام الأصولية والفرعية تدور مع أسبابها وعللها، وإذا وجد في العبد أسباب متعارضة عمِل كل سبب في مُسببه، فالطاعات سبب لدخول الجنة والثواب، والمعاصي سبب لدخول النار والعقاب، فأُعمل كل واحد في مقتضاه، ولكن لمَّا كانت رحمة الله قد سبقت غضبه، وفضله على العباد واسع، كان أقل القليل من الإيمان له الأثر المستقر الذي يضمحل ضده من كل وجه. (٢)

وبعد هذا البيان يظهر أن دلالة الآية على شرط حصول التقوى في قبول الأعمال، وأن صاحب المعاصي لا يُتقبل عمله، مخالف لمنهج السلف الصالح (٣)، والله تعالى أجل وأعلم.


(١) تقدم النص عليها وتخريجها.
(٢) ينظر: التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة للسعدي (١/ ١٠٨)،
وينظر: قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر للقنوجي (١/ ٨٥).
(٣) ينظر: فتح المجيد شرح كتاب التوحيد لعبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب (١/ ٣٧٥)، وحاشية كتاب التوحيد لعبد الرحمن بن قاسم (١/ ٢٧١)، وعقيدة محمد بن عبد الوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي لصالح العبود (١/ ٦١٣)، وينظر: مختصر الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية لعبدالعزيز السلمان (١/ ١٣٠).

<<  <   >  >>