للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حضور القلب عند الاستعاذة أنفع وأوقع في القلب.

قال تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأعراف: ٢٠٠]

قال الخطيب الشربيني - رحمه الله -: ({وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ}، {إِنَّهُ سَمِيعٌ} للقول {عَلِيمٌ} بالفعل، وفي الآية دليل على أنّ الاستعاذة باللسان لا تفيد إلا إذا حضر في القلب العلم بمعنى الاستعاذة، فكأنه تعالى قال: اذكر لفظ الاستعاذة بلسانك فإني سميع، واستحضر معنى الاستعاذة بعقلك وقلبك فإني عليم بما في ضميرك). (١)

وجه الاستنباط:

في ختم الآية بقوله {عَلِيمٌ} إشارة إلى علمه سبحانه بما في الضمائر فلا يكفي مجرد التلفظ باللفظ دون استحضار المعنى.

الدراسة:

استنبط الخطيب من هذه الآية دلالتها باللازم على مناسبة ختم الآية بقوله تعالى {إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} وهي التنبيه إلى حضور القلب عند الاستعاذة؛ حيث جرى مجرى التعليل لطلب الاستعاذة بالله، والمعنى: لا تستعذ بغيره، فإنه هو (السميع) لما تقول سبحانه، أو السميع لما تقوله الكفار فيك، (العليم) بقصدك في الاستعاذة، أو العليم بما انطوت عليه ضمائرهم من الكيد لك فهو ينصرك عليهم ويجيرك منهم. (٢)


(١) السراج المنير (١/ ٦٢٦)
(٢) ينظر: البحر المحيط لأبي حيان (٥/ ٢٥٧)

<<  <   >  >>