للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وممن استنبط فضيلة أبي بكر - رضي الله عنه - من هذا الوجه: ابن العربي، والرازي، والقرطبي، والخازن، والنيسابوري، وأبو السعود، والألوسي، والقاسمي، والسعدي، وغيرهم. (١)

كما تضمنت هذه الآية تسلية النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبه أبي بكر بقوله: {لَا تَحْزَنْ}، وتعليل ذلك بمعيّة الله سبحانه الخاصة المستفادة من قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}، فالرسول صلى الله عليه وسلم شرَّك بينه وبين أبي بكر في هذه المعيّة، فدلَّ على أن أبا بكر كان الله معه، وكل من كان الله معه فإنه من المتقين المحسنين، لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل: ١٢٨]، ولم يثبت مثل ذلك في غيره، بل لم يُثبِت نبيٌ معية الله سبحانه له ولآخر من أصحابه، وكأن في ذلك إشارة إلى أنه ليس فيهم كأبي بكر الصديق رضي الله عنه. (٢)

وممن نصَّ على هذا الوجه من المفسرين: ابن العربي، والرازي، والنيسابوري، وأبو السعود، والألوسي، والقاسمي، وغيرهم. (٣)

أما قوله {لَا تَحْزَنْ} فنهاه عن الحزن مطلقاً، والنهي يقتضي الدوام والتكرار (٤) فدلّ - والعلم عند الله تعالى - على أنه لا يحزن أبداً قبل الموت وبعده، وهذا من فضل الله تعالى على عبده.


(١) ينظر: أحكام القرآن لابن العربي (٢/ ٥١٢)، والتفسير الكبير (١٦/ ٥٠)، والجامع لأحكام القرآن (٨/ ١٤٦)، ولباب التأويل (٢/ ٣٦٥)، وغرائب القرآن (٣/ ٤٧١)، وإرشاد العقل السليم (٤/ ٦٦)، وروح المعاني (٥/ ٢٩١)، ومحاسن التأويل (٥/ ٤٢٠)، وتيسير الكريم الرحمن (١/ ٣٣٨).
(٢) ينظر: غرائب القرآن للنيسابوري (٣/ ٤٧١)، وروح المعاني للألوسي (٥/ ٢٩١).
(٣) ينظر: أحكام القرآن لابن العربي (٢/ ٥١٢)، والتفسير الكبير (١٦/ ٥٢)، وغرائب القرآن (٣/ ٤٧١)، وإرشاد العقل السليم (٤/ ٦٦)، روح المعاني (٥/ ٢٩٠)، ومحاسن التأويل (٥/ ٤٢٠)
(٤) ينظر: تيسير التحرير لابن الهمام (١/ ٣٧٦)، ونهاية السول للأسنوي ٢ (/٦٣)، والقواعد والفوائد الأصولية لابن اللحام (ص ١٩١)، وشرح الكوكب المنير لابن النجار (٣/ ٩٦)

<<  <   >  >>