للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غلبة رحمة الله سبحانه على غضبه.

قال الله تعالى: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} [الإسراء: ٧]

قال الخطيب الشربيني - رحمه الله -: (هذه الآية تدل على أن رحمة الله غالبة على غضبه بدليل أنه تعالى لما حكى عنهم الإحسان ذكره مرّتين فقال تعالى: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ} ولما حكى عنهم الإساءة اقتصر على ذكرها مرّة واحدة فقال تعالى: {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} ولولا أن جانب الرحمة غالب، وإلا لما كان كذلك) (١).

الدراسة:

استنبط الخطيب من هذه الآية دلالتها باللازم على سعة رحمة الله تعالى، وأنها غالبة على غضبه، بدليل تكرار لفظ الإحسان في الآية مقابل ذكر الإساءة مرّة واحدة، فدلّ على تغليب جانب الرحمة منه تعالى لعباده.

وممن نصَّ على هذه الدلالة من الآية: الرازي، والنيسابوري، وحقي، وغيرهم. (٢)

قال النيسابوري: (أعاد الإحسان ولم يذكر الإساءة إلا مرة، ففيه دليل على أن جانب الرحمة أغلب). (٣)


(١) السراج المنير (٢/ ٣١٤)
(٢) ينظر: التفسير الكبير (٢٠/ ٣٠١)، وغرائب القرآن (٤/ ٣٢٦)، وروح البيان (٥/ ١٣٤)
(٣) غرائب القرآن (٤/ ٣٢٦).

<<  <   >  >>