للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فضل التغليس بالفجر على الإسفار.

قال الله تعالى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: ٧٨]

قال الخطيب الشربيني - رحمه الله -: ({إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} أي: تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار، ينزل هؤلاء ويصعد هؤلاء - إلى أن قال-: وهذا يدل على أنّ التغليس أولى من التنوير؛ لأنّ الإنسان إذا شرع فيها من أوّل الوقت، ففي ذلك الوقت ظلمة باقية، فتكون ملائكة الليل حاضرة، ثم امتدّت الصلاة بسبب ترتيل القراءة وتكثيرها، زالت الظلمة وظهر الضوء، وحضرت ملائكة النهار، وأمّا إذا ابتدأ بهذه الصلاة في وقت التنوير فهناك لم يبق أحد من ملائكة الليل، فلا يحصل المعنى المذكور، فقوله: {كَانَ مَشْهُودًا} يدل على أنّ التغليس أفضل). (١)

وجه الاستنباط:

أنه تعالى وصف قرآن الفجر بكونه مشهوداً ومعناه في قول أكثر المفسرين (٢): أن ملائكة الليل وملائكة النهار يجتمعون في صلاة الفجر؛ وخصَّ الفجر بإضافة القراءة إليه، فدلّ ذلك على أن طول القراءة في هذه الصلاة مطلوب، ولن يتم هذا المطلوب إلا إذا شرع في أدائه في أول الوقت. (٣)

الدراسة:


(١) السراج المنير (٢/ ٣٦٠)
(٢) ينظر: جامع البيان (١٧/ ٥٢٠)، وتفسير القرآن العظيم (٥/ ١٠٢)، والدر المنثور (٥/ ٣٢١).
(٣) ينظر: غرائب القرآن للنيسابوري (٤/ ٣٧٦).

<<  <   >  >>