للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلا ندفع به علم من عرفه، فقد قال فيه أبو زرعة الدِّمشقي: "كان من خيار عباد الله"، وذكره ابن حبّان في "الثِّقات" (٧/ ٢٢٢) وروى عنه جمع من الأئمة الثقات الحفّاظ كالثوري، والأوزاعي وغيرهم، ولذلك قال الذهبي في "المغني":

"صدوق".

ونحوه في "التقريب".

وقد صحّح له ابن حِبّان غيرَ ما حديث، والحاكم، فانظر "الصحيحة" (٦٥٣)، وحسّن له التِّرمذي هذا الحديث، وأقرّه الحافظ المزّي، والحافظ العسقلاني في "تهذيبَيهما"، ومن قبلهما الحافظ المنذري في "الترغيب" (١/ ٥٦)، والإمام النووي في كتابه "رياض الصالحين" (رقم ١٣٩١).

وكل هذا مما كتمه (الهدَّام) عن قرائه، ليحملَهم على تقليد جهله، ويصرفهم عن اتّباع أهل العلم والبصيرة من علمائهم.

وهذا الحديثُ من الأحاديث الكثيرة التي حذفها (الهدَّام) من "رياض" النووي، ولم يوردها في "رياضه"- هو - (ص ٣٥٩ - ٣٦١) - وقد أضلّه الله عنه - والحمد لله -، فلم يورده في ذيله الخاص بما ضعَّفه من أحاديث "رياض" النووي! وقد قارب عددها الخمسين بعد المئة، ويتفاخر بذلك في مقدِّمةِ "الذيل"! !

وكذلك أقرَّه الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (١/ ١٠) و (٣/ ٢٠٢). وأمَّا حديث جابر فَرَدُّنا على (الهدَّام) - فيه - من وجهين:

الأوّل: أنَّه ساقه متصلاً من طريق سفيان الثوري، عن ابن المنكدر عنه، وهذا - في الظاهر - إسناد صحيح، ومع ذلك أعلّه بالإرسال - تقليداً لأبي

<<  <   >  >>