من ترجمتيهما؛ زد على ذلك أنَّه قد اختُلف عليه في إسناده، كما اختُلف فيه على شعبة:
فأخرجه البيهقي (١/ ٢١)، من طريق أخرى، عن شعبة، عن يزيد -بسنده-، فذكر فيه:"عن أبيه".
وتابعه على وصله مَعْمَرٌ، عن يزيد الرِّشْك ... به، أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(١/ ١٥٩/ ٥١٠).
ورجاله ثقات غير شيخ الطبراني أحمد بن عمرو الخلال المكي؛ فلم أجد له ترجمة.
وأخرجه عبد الرزّاق (١/ ٦٦/ ٢١٥) عن معمر .. به؛ إلاّ أنَّه لم يذكر:"عن أبيه" فأرسله! لكن الراوي عنه -الدَّبَرِيُّ -؛ وفيه ضعف معروف.
وعلى كل حال؛ فهذا الاختلاف على يزيد الرِّشْك في وصله وإرساله، لا يصلح أن يكون مرجِّحًا لروايته المرسلة على رواية قتادة المتصلة -كما هو ظاهر-.
وهذا على افتراض تفرُّد قتادة به، وليس كذلك؛ فقد روى إسحاق بن إدريس: ثنا أَبَان بن يزيد، عن مطر الورّاق، عن أبي المليح، عن أبيه ... به. أخرجه الطبراني أيضًا (٥١١).
لكن إسحاق بن إدريس -وهو الأسواري - متروك؛ فلا يُستشهد به؛ ولا كرامة.
والأمر الآخر - الذي من أجله رجّح التِّرمذي المرسل -؛ قوله المتقدم:"لانعلم أحدًا قال: " ... عن أبيه" غير سعيد".