وأما في الأول: فتخرجه مخرج ما لا يحتاج فيه إلى إثبات وتقرير والقياس يقتضى أن يقال في هذا الضرب - أعني ما أنت تعمل في إثباته وتزجيته -أنه تشبيه - على حد المبالغة - ويقتصر على هذا القدر، ولا يسمى استعارة (١).
(٢)(التمثيل في الدلائل) استعارة تمثيلية:
ثم أنظر كيف صحح عبد القاهر مفهومه عن الأمثال، وكيف أنه يسلكها، في عقد الاستعارة: فيقول: "وأما التمثيل الذي يكون مجازاً لمجيئك به -على حد الاستعارة فمثاله قولك للرجل يتردد في الشيء بين فعله وتركه:(أراك تقدم رجلاً وتؤخر أخرى) فالأصل في هذا: أراك في ترددك كمن يقدم رجلا ًويؤخر أخرى، ثم اختصر الكلام وجعل كأنه يقدم الرجل ويؤخرها على الحقيقة، كما كان الأصل في قولك: رأيت أسداً: (رأيت رجلاً كالأسد) ثم جعل كأنه الأسد على الحقيقة.
وكذلك تقول للرجل يعمل غير معمل (أراد تنفخ في غير فحم) و (تخط على الماء) فتجعله في ظاهر الأمر كأنه ينفخ ويخط، والمعنى على أنك في فعلك كمن يفعل ذلك.
وتقول للرجل يعمل الحيلة حتى يميل صاحبه إلى الشيء قد كان يأباه ويمتنع منه:(ما زال يفتل في الذروة والغارب حتى بلغ منه ما أراد) فتجعله بظاهر اللفظ كأنه كان منه فتل في ذروة وغارب، والمعنى على