للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والعصام يقول (١) في تعريف التورية: "فالمختصر الواضح أن يقال: هو: أن يطلق اللفظ على غير ما وضع له لقرينة خفية مما يتعلق بإيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة "ثم قال: "فهو داخل في أصل البلاغة، فكيف عد من البديع؟ ".

فتعريف العصام للتورية ينطبق على تعريفهم للمجاز سوى تقييده بخفاء القرينة - وقد علمت أن هذا قيد غير كاف للفصل بينهما - كما أسلفنا -.

ولهذا فإن الذي نطمئن إليه هو: أن التورية من باب المجاز إذا كان العنى المورى عنه مجازياً، وأما إذا كان حقيقياً: فهي من باب المشترك، وهو مجازاً وحقيقة على خلاف قارفي موطنه من كتب الأصول.

وعلى أية حال فإن التورية عائدة على الأسلوب بالتحسين الذاتي لا العرضي (٢).

وإنما عدت من البديع، لأن المعنى القريب فيها: لسرعة إدراكه قبل البعيد. يكون كالحجاب، فيظهر من ورائه للطفه بصورة الوجه


(١) الأطول جـ ٢ ص ١٩٤.
(٢) الصبع البديعي ص ٤٨٠.