للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذي به تظهر بلاغة القرآن الكريم، وتكشف دلائل إعجازه.

ذلكم هو السر في حديثه عبد القاهر الجرجاني عن الشعر ورد على من زهد فيه، في مطلع كتابه "دلائل الإعجاز" تمهيداً للحديث عن نظرية النظم.

على أن من فضلاء النقاد في العصر الحديث من ذهب إلى غير هذا السبيل الذي سلكناه في بيان السبب الذي من أجله قدم عبد القاهر الجرجاني حديثاً عن الشعر في مستهل كتابة دلائل الإعجاز.

فقد رأي الدكتور أحمد بدوي أن السر في هذا أن عبد القاهر "يرى محاسن الكلام والبلاغة الأخاذة تبدو في الشعر في صورة بارعة ويرى من الخطأ حرمان نفسه، وحرمان كتابه من هذا المورد العذب الذي تتجلى فيه البلاغة، وتتبرج في زينتها، فكان من الضروري أن يبدأ كتابه بالدفاع عن هذا المورد العذب الذي سيستمد منه نماذجه وأمثلته (١) ولو كان الأمر كما ذكر الدكتور أحمد بدوي، لما خص عبد القاهر الشعر بالتمثيل وإعطاء النماذج - حيث تجد عبد القاهر لا يمثل بأي القران إلا نادراً - ولأكثر من التمثيل بالقرآن الكريم الذي تتجلى فيه البلاغة بأروع ما تتجلى في الشعر.

وقد شرح عبد القاهر الجرجاني نظريته في النظم على هذا النحو:


(١) عبد القاهر الجرجاني/ د. أحمد بدوي صـ ٣٧٧.