للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والجمال، لِما في المحبة من اللذة بجمال المحبوب، بخلاف المعظِّم الهائب، فإن الهيبة والتعظيم يقتضيان التصاغر والإيحاش والانقباض، ولا حظَّ للنفس في ذلك) (١).

يقال (٢): لا ينبغي أن يُقصد بالمهابة والتعظيم، مطلقًا، بل يكون ذلك باعتبار المقامات، ففي مقام: (هل رضيتم) (٣) ونحوه، تكون المحبة أفضل، وفي نحو مقام (إن ربي قد غضب اليوم غضبًا) الحديث (٤)، تكون الهيبة والإجلال أفضل.

٢٧ - قوله فيه أيضًا: (فإن قيل: هل يستوي الحاج عن نفسه، والمحجوجُ عنه، في مقاصد الحج؟ قلنا: يستويان في براءة الذمة، ولا يستويان في الأجر) إلى آخره (٥).


(١) قواعد الأحكام ١: ٤٧.
(٢) كلمة (يقال) هذه كانت جاءت في المخطوط، في بداية الفقرة السابقة التي هي من كلام الشيخ ابن عبد السلام في قوله (والتعظيم والمهابة ...)، ولكن إثباتها هناك لم يظهر له وجه، بل إن محلها الصحيح هنا، كما تقدم إيضاحه في الهامش السابق.
(٣) هو في حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبّيك ربَّنا وسعدَيْك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتَنا ما لم تُعط أحدًا من خلقك! فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك. قالوا: يا ربّ وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أُحِلّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدًا). صحيح البخاري ٥: ٢٣٩٨ (٦١٨٣) كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار. صحيح مسلم ٤: ٢١٧٦ (٢٨٢٩) كتاب الجنة ... ، باب إحلال الرضوان على أهل الجنة.
(٤) هو في حديث الشفاعة الطويل المروي في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه -. صحيح البخاري ٤: ١٧٤٦ (٤٤٣٥) كتاب التفسير، باب ذرّية مَن حَمَلْنا مع نوح. وصحيح مسلم ١: ١٨٥ (١٩٤) كثاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها.
(٥) قواعد الأحكام ١: ٤٧.

<<  <   >  >>