أنه يرد في استعمال الصحابة بعض المصطلحات الشرعية بمعانيها الأصلية في لغة العرب، كقول أُبي بن كعب رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم:(أجعل لك صلاتي كلها، قال: إذا ً تكفى همك ويغفر لك ذنبك) .
ومراده بقوله صلاتي:" دعائي "، كما في الرواية الأخرى للحديث ألا أجعل دعائي لك كله) .
وكقول عائشة رضي الله عنها:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر ٍ من المهاجرين والأنصار فجاء بعير فسجد له ... ) الحديث.
والمراد: أنه طأطأ رأسه وانحنى له، ففي لسان العرب:(أسجد الرجل: طأطأ رأسه وانحنى، وكذلك البعير.
قال الأسدي أنشده أبو عبيد:
وقلن له اسجد لليلى فاسجدا يعني بعيرها أنه طأطأ رأسه لتركبه) .
والسجود بالمعنى الشرعي هو: الجلوس على الأعضاء السبعة عبادةً لله سبحانه.
وليس هذا هو مراد أم المؤمنين في وصفها للبعير، وإنما مرادها المعنى اللغوي، وكذلك لفظ الصلاة في حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أراد به المعنى اللغوي، قال في لسان العرب نقلا ً عن ابن الأثير: (وقد تكرر في الحديث ذكر الصلاة