السورة وقد يكون لآخرها. ويمكن حمل تكبيره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على كلا التقديرين أي كون التكبير لآخر السورة أو لأولها وعلى ذلك يحمل كلام العلماء أهل الأداء في الأوجه الثلاثة المتقدمة المحتملة لكل التقديرين وقد قدمناه وسواء كان التكبير لأول الضحى أو لآخرها أو كان محتملاً لكلا القولين فهذا الحكم ليس خاصًّا بسورة الضحى وحدها بل ينسحب على سائر سور الختم بعدها فتأمل.
التنبيه الرابع: في منع وصل آخر السورة بالتكبير بالبسملة موقوفاً عليها يمتنع وصل آخر السورة السابقة بالتكبير بالبسملة مع الوقف عليها فهذا الوجه ممنوع بالإجماع لأن فيه إيهاماً بأن البسملة لآخر السورة لا لأولها وقد تقدم الكلام على ذلك مستوفى في باب البسملة وفي هذا يقول الحافظ ابن الجزري في الطيبة:
وامنع على الرحيم وقفاً إن تصلْ ... كلاًّ وغير ذا أجز ما يحتمل اهـ
التنبيه الخامس: في بيان حكم آخر السورة عند وصله بالتكبير اعلم أن آخر السورة في حالة وصل الجميع بالتكبير مطلقاً أو في حالة وصله بالتكبير موقوفاً عليه وذلك خاص بأواخر سور الختم ينقسم إلى ستة أقسام:
الأول: أن يكون آخر السورة حرف مد سواء كان ألفاً أو واواً كقوله تعالى: {فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصراط السوي وَمَنِ اهتدى}[طه: ١٣٥] الله أكبر وقوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يرضى}[الليل: ٢١] الله أكبر، وقوله سبحانه:{فاسجدوا لِلَّهِ واعبدوا}[النجم: ٦٢] الله أكبر، والحكم في هذا القسم أنه يحذف حرف المد لالتقاء الساكنين كما هو مقرر.
الثاني: أن يكون آخر السورة ساكناً صحيحاً في غير ميم الجمع كقوله تعالى: {وإلى رَبِّكَ فارغب}[الشرح: ٨] وقوله عز شأنه: {واسجد واقترب}[العلق: ١٩] ، وهنا