المعجمة" الذي كان على درجة كبيرة من الصلاح والتقوى والولاية والأستاذ المفسر والمحدث الشيخ عبد الرحمن البوصيري المعروف لدى الخاصة والعامة في ليبيا وغيرها من البلاد الإسلامية فلازمه المترجم له وأعجب به وكان كثيراً ما يشيد بمكانته العلمية والعلامة الفاضل الشيخ مختار الشكشوكي وغيرهم من أكابر علماء الوقت بطرابلس الغرب.
جلوس المترجَم له للتدريس:
جلس للتدريس في مدرسة "ميزران" بطرابلس المشار إليها آنفاً وفي معهد أحمد باشا الديني بطرابلس مدة تقرب من السبعين عاماً درَّس فيها لطلابه مراجع الفقه المالكي كشرح الحطاب وغيره على مختصر الشيخ خليل المعروف، وكذلك درس التوحيد وجمع الجوامع في الأصول والنحو والصرف والبلاغة والأدب وغير ذلك من العلوم وكان مع طلابه الأب الحنون والمرشد الصادق والمعلم الناجح، وكان يتفقد طلابه ويرعى شئونهم وكان من حرصه عليهم أن زوج الكثير منهم من ماله الخاص وتعهَّد لبعضهم بالمؤنة والنفقة. جزاه الله عن العلم وطلابه خيراً.
تلامذة المترجَم له:
أما تلامذته فكثيرون جدًّا يخطئهم العد ولا يأتي عليهم الحصر لأنهم حصيلة التدريس زهاء السبعين عاماً للمترجَم له منهم الشيخ محمد الأمين الطرابلسي ثم المدني نزيل المدينة المنورة والمتوفَى بها عالم القراءات والتجويد وغيرهما من العلوم الشرعية والعربية مما هو مذكور في ترجمته في كتابنا هذا والشيخ الجليل علي حسن المسلاتي والعالم الفاضل الشيخ عمر الجنزوري بالنون. والشيخ خليل المزروغي وصاحب الفضيلة الشيخ عبد الرحمن القلهود مفتي ليبيا الأسبق والأديب الفاضل والعالم الجليل الشيخ عبد اللطيف الشويرف وزير الثقافة في عهد الملك إدريس السنوسي ملك لبيبا آنذاك، والدكتور إبراهيم رفيدة الأستاذ بجامعة طرابلس، وقد التقيت ببعض هؤلاء الأفاضل في مجالس علمية بطرابلس.