حج المترجم له بيت الله الحرام عدة مرات بعد المرة الأولى وفي المرة الأخيرة مرض وهو في طريق العودة إلى تاجوراء ومكث مريضاً مدة انتقل بعدها إلى رحمة الله تعالى في اليوم الخامس من شهر ربيع الأنور عام ١٣٩٥هـ الموافق للسابع عشر من شهر مارس سنة ١٩٧٥م ودفن بمدينة تاجوراء وكان يوم وفاته يوماً مشهوداً حيث حضر تشييع جنازته الخلق الكثير من العلماء والوجهاء من مدينة طرابلس الغرب وغيرها من المدن والقرى الليبية وكنت ممن شيع هذه الجنازة وهكذا يعرف أهل العلم والصلاح بجنائزهم رحمه الله رحمة واسعة وأورده موارد عفوه آمين.
أفدناه من أحفاد المترجم له من رسالة بعثوا بها إلينا بالمدينة المنورة وهم فضيلة الشيخ سلامة محمد علي الغرياني المدرس بمعهد مالك بن أنس الديني بطرابلس ليبيا. وفضيلة الشيخ أحمد محمد علي الغرياني المدرس بالمعهد الديني المسمى باسم المترجم له بمدينة تاجوراء، وفضيلة الدكتور الصادق عبد الرحمن علي الغرياني الأستاذ بجامعة طرابلس وأفدناه أيضاً من فضيلة الدكتور عزالدين محمد الغرياني بدار الإفتاء بطرابلس والأستاذ بالجامعة بطرابلس أيضاً، نفع الله بعلمهم المسلمين آمين.
التعقيب على هذه الترجمة:
أقول بعد ذكر ترجمة هذا العالم الكبير إنه مما هو جدير بالذكر أني قد عاصرت هذا الشيخ والتقيت به مرات كثيرة وكنت من الذين يحضرون مجالسه العلمية التي كان فيها قمة حيث كان يستفيد منه كل الجلوس وكانت له مجالس وعظية كان فيها آية فكان إذا اقتحم هذا المجال اهتزت قلوب الجلوس واقشعرَّت أبدانهم من قوة تذكيره ونصحه لهم وما كان يمتلكه من أسلوب رفيع وعبارات فصيحة وفوق ذلك كله الإخلاص الذي يلبس كلامه فرحمه الله رحمة واسعة ولا نزكيه على الله. وكانت هذه المعاصرة أيام وجودي في ليبيا حيث كنت أعمل مدرساً بمدينة تاجوراء لمدة تقرب من ستة عشر عاماً وكنت أقطن بجواره وزرته في بيته مرات وشملني بعطفه ورعايته وكان أولاده معي على نفس الدرب يسيرون