ومن هؤلاء الأعلام في القرنين الثاني إلى منتصف الثالث: الأربعة المشهورون، والأَئمة المتْبُوعُون: أَبو حنيفة المولود سنة (٨٠ هـ) ت سنة (١٥٠ هـ) في بغداد، ومالك المولود سنة (٩٣ هـ) ت سنة (١٧٩ هـ) في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم والشافعي المولود سنة (١٥٠ هـ) ت سنة (٢٠٤ هـ) في مصر وأَحمد. المولود في (٢٠/٣/١٦٤ هـ) . ت في (١٢/ ٣/ ٢٤١ هـ) في بغداد.
وقد أَخذ وروى الشافعي عن مالك، وأَخذ أَحمد عن الشافعي، والشافعي عن أحمد ومضوا كذلك في ركاب علماء تلك العصور المباركة، والمرحلة الزمنية الميمونة، ولحقوا بربهم، وما انحاز واحد منهم عن علماء عصره بمذهب دعا إليه، بل كانوا على سَنَنِ الهدى، وما عرفوا التمذهب أَبداً، لكن بدأ يتقاصر العلم في الناس، وصار لهؤلاء الأَئمة من العلم، والفقه في دين الله، ما بهَرَ العقول، وَحظوا بأَتباع أَبرار وتلامذة أخيار حفظوا علمهم، وأخذوه عنهم، فرووه، ودونوه، ونشروه، واستنبطوا مآخذه، وتتبعوا أصوله، وقواعده، وجُذوره، فالتفت الناس إِليهم كالعنق الواحد.
وكان منهم آخرهم زَمَناً، وأَوسعهم رواية وأَثراً، صاحب ديوان الإسلام في الرواية:" المسند ": الإمام أَحمد بن محمد بن حنبل - رحمه الله تعالى- والناظر إلى فقه من سبقه من كوة الدليل، وناظورة السنة والتنزيل، والذي احتوشه الطلاب من سائر الآفاق، وقصده المستفتون، فصار له في مجالات: التلقي، واللقاء، والإلقاء،