أَما اللقب: مثل شمس الدين، نور الدين، ونحوهما، فلم يكن في صدر هذه الأُمة من الصحابة، والتابعين، وتابعيهم؛ لأَن أحوالهم كانت جارية على الإسلام والسنة، من التواضع، واللصوق إلى الأَرض، وترك التعاظم، والترفُّع على الخلق.
وإنَّما حَدَثت في الأَعاجم، امتدادا لما كان لديهم في جاهليتهم من التعظيم والغلو في المخلوقين، ثم انتشرت في المسلمين، وقل أَن يمر الناظر على ترجمة إلاَّ وفيها لقب، بل ربما صار له لقبان فأَكثر فيقال في الشخص الواحد: كمال الدين، وأَكمل الدين، وقد كان لعدد من العلماء العاملين مقامات إِحسان في إِنكار هذه الألقاب، والنهي عنها لما فيها من التزكية، والغلو والإطراء، والترفُع، والغرور ومخالفتها لهدي صدر هذه الأمة، وصالح سلفها ولهذا كان الإمام النووي رحمه الله تعالى يقول:" لا أجعل بِحِلِّ من لقّبني بمحيي الدين " وكان شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى- يكره تلقيبه بتقي الدين، ويقول: لكن أَهلي لقبوني بذلك.