للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هكذا، وهكذا- المعنى لا يريدونها- وقوله: هكذا وهكذا، أي يميلون رؤوسهم أن يتمكن منها، ومعنى الكلام: أنهم لايريدون الرئاسة، وهي تقع عليهم ... " انتهى.

أَقول: فما بالنا نبذل النفس، والنفيس، ونغض الطرف عن أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، متربصين شيئًا من ذلك، ثم لا نكتفي بهذا الإثم بل نزيده إثمًا بتخريجه فقهاً؛ ليفيد شرعيته؛ ولهذا نزلت القيمة بنزول القيم وارتفع أَهل الأهواء، والماديون، والسَّفل (١) .

- إِجلال علماء زمانه له وهيبته عندهم (٢) :

كان علماء زمانه: يجلونه، ويقصدونه بالسلام عليه.

قال أَبو عبد الله: كان لنا عند يزيد بن هارون توهم في شيء فكلمته فأَخرج كتابه، فوجده كما قلت، فَغيَره، فكان إذا جلس يقول: يا ابن حنبل، ادن يابن حنبل، ادن ها هنا.

وقال ميمون بن الأَصِبغ: كنا عند يزيد بن هارون، وكان عنده المعيطي، وأبو خيثمة، وأحمد، وكانت في يزيد- رحمه الله- مداعبة، فذاكره المعيطي بشيء، فقال له يزيد: فقدتك، فتنحنح أحمد فالتفت إِليه، فقال: من ذا؟ قالوا: أحمد بن حنبل، فقال: إلَّا أَعلمتموني أَنه ها هنا؟


(١) وانظر مبحثًا نفيسًا في: " الاعتصام للشاطبي ".
(٢) السير ١١/ ١٩٤، الأئمة الأربعة للشكعة: ص/ ٧٦٢